غزة ... من لها؟‏

في الوقت الذي يعاني فيه شعبنا الفلسطيني في قطاع غزة الجوع والموت والحرمان بفعل المحرقة والجرائم الإسرائيلية التي حولت كل شيئ إلى صراخ ودمار . وفي الوقت الذي يتعرض فيه الأسرى والأسيرات الأبطال في قلاع القهر الصهيونية من التعذيب الهمجي في ظروف مأساوية صنعتها ذئاب بشرية ،.

حتى نالت من أجسادهم وأوقعتهم ما بين شهيدٍ ومعاق ومريض. وفي الوقت الذي نرى ونسمع صباح مساء هدير آلة الحرب الاسرائيلية وهي تقف على أبواب غزة وأزيز طائراتها التي تدك البيوت وتقتل كل يوم النساء والشيوخ ولم يسلم منها براءة الأطفال. في هذا الوقت إذا بالحصار الخانق يزيد الألم ويضيف المعاناة حتى باتت الأوضاع في غزة خانقة ومأساوية وكارثية , ومما يزيد الألم ما نراه من بعض النظم العربية التي تقف موقف المتفرج العاجز عن فعل شيء حقيقي لرفع ذلك الحصار المميت ,

بل وتزداد قتامة الصورة حينما نشاهد نظامنا المصري وهو يشارك في ذلك الحصار بدم بارد . فيا حراس العقيدة وحماة القيم : إذا لم يكن ما يجري في غزة هو حكم بالإعدام فما هو الاعدام إذن؟!.. انه إعدام بطيء لأكثر من مليون ونصف مليون مواطن فلسطيني محاصرين خلف أسوار أكبر سجن عرفه التاريخ. ان ماتنقله الفضائيات وأجهزة الاعلام ـ رغم تضاؤله أمام الحقيقة ـ إنما يفضح واقعنا اللاأخلاقي وعالمنا الذي تنازل عن الانسانية مجاملة لصهيونية فاجرة يدعمها حقد غربي وأمريكي دفين وتحت مظلة جبن وخيانة أنظمة عربية عميلة.

يستدعي من كل مؤمن رداً ومن كل صادق جواباً : ماذا قدمت لدينك وعقيدتك في مثل هذا الموقف ؟

يفضح الصامتين والمتفرجين على الدماء والأشلاء ويسخر من أولئك الذين يقفوا منه موقف التعاطف البارد والأخوة الكاذبة ويتهم هؤلاء وأولئك بالرضا بقتل أطفال المسلمين ونسائهم .
وليكن عذرنا وواقعنا:
أولاً: رجعة جادة الى الله نضبط فيها أورادنا ولنحاسب أنفسنا على دقائق الليل (إن ناشئة الليل هي أشد وطئاً وأقوم قيلا) فليكن نصف ليلنا قياماً إن لم يكن كله , ولنجأر الى الله بدعائنا ونُسمعه ـ سبحانه ـ صوت قرآننا..عساه ينتصر لنا .

ثانياً: لنكفل أسرة الشهيد والأسير فنقسم أموالنا وأقواتنا بيننا وبينهم ان لم نستطع أن نخرجها كلها رخيصة في سبيل الله .

ثالثاً: نخرج الي شعبنا ومجتمعنا بلسان المجاهد وصوت المجاهد وهمة المجاهد والله كفيل بأن يسمعهم جميعاً صوتنا إن علم فينا صدقاً وإخلاصاً وندعوهم الى :